أي الناس أحب الى الله..؟ وأي الأعمال أحب اليه..؟
صفحة 1 من اصل 1
أي الناس أحب الى الله..؟ وأي الأعمال أحب اليه..؟
جاء رجل إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله اي الناس أحب الى الله؟ واي الاعمال أحب الى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب الناس الى الله تعالى انفعهم للناس وأحب الاعمال الى الله عزوجل، سرور يدخله على مسلم، او يكشف عنه كربة او يقضي عنه ديناً، او يطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب اليّ من اعتكف في هذا المسجد (اي مسجد المدينة) شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء ان يمضيه امضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له اثبت الله قدمه يوم تزل الاقدام، وان سوء الخلق يفسد العمل.. كما يفسد الخل العسل).
ففي هذا الحديث الجامع لكل خير للمسلم والمسلمة يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن أحب الناس، الى الله تعالى انفعهم للناس واعلم ان هذا لا يقتصر على النفع المادي فقط، ولكنه يمتد ليشمل مثلا النفع بالنصيحة والنفع بالمشورة ونحو ذلك، فكل ما استطعت ان تنفع به اخوانك المسلمين فنفعتهم به فانت داخل في الذين يحبهم الله تعالى.
واما (احب الاعمال الى الله).
الاولى: (سرور يدخله على مسلم)، فقد يتحقق السرور في قلب المسلم بسؤال اخيه عنه، وقد يتحقق بزيارة أخيه له، وقد يتحقق بهدية أخيه له، وقد يتحقق بأي شيء سوى ذلك، والواجب على كل مسلم ان يحذر كل الحذر من ادخال الحزن على قلوب اخوانه المسلمين.
الثانية: (ان يكشف عن مسلم كربة): والكربة هي الشدة العظيمة التي يتوقع صاحبها الهم والغم والكرب.. ولقد وعد الله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ان يرفع كرب الاخرة عمن يرفع كرب الدنيا عن المسلمين، فما احوجنا الى ذلك.
الثالثة: (ان يقضي عنه ديناً) ان الله تعالى جعل للغارمين نصيباً من الصدقات المفروضة وجعل لهم حقاً معلوماً في مال الاغنياء، والغارمون هم من ركبتهم الديون ولزمتهم، ثم لم يجدوا لها وفاء، فأهل الاموال مطالبون شرعاً بقضاء دين الغارمين.
والرابعة: (ان يطرد عنه جوعاً) فطرد الجوع عن الجائعين عمل من أعمال البر.. يجزي الله عليه بجنة عالية، قطوفها دانية، فيها من النعيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر..
والخامسة: (المشي مع اخيك المسلم في حاجة احب ان تعتكف في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم شهراً كاملاً). وهذه اشارة الى فضل المشي مع المسلمين في قضاء حوائجهم التي لا يكون فيها معصية الله تعالى وتبين ان الوقت الذي ينفقه المسلم في قضاء حاجة أخ له لا يضيع عليه سدى فانك لو اعطيت اخاك المسلم قليلاً من وقتك تسعى معه في قضاء حاجته، اعطاك الله خيراً مما اعطيت اخاك المسلم وأكثر مما بذلت له ومن كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته..
وفضيلة ذلك المشي مع اخيك ان كانت هذه الحاجة (مالية او علمية او ادبية او دينية او دنيوية، فان الله يثبت قدمك يوم تزل الاقدام، ويختم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في هذه الوصية بقوله (وان سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل) فان سوء الخلق يحبط الاعمال ويضيع الثواب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث اتدرون من المفلس؟ فلذلك احرص اخي المسلم واختي المسلمة على هذه الوصية الجامعة النافعة لكل خير..
واعلم انما يقع الجزاء على اعمالك وانما تلقى غداً عاقبة افعالك وقد قصدنا اصلاح الحال.. فان كنت ميتقظاً فاعمل لذلك، وان كنت نائماً فانتبه واسمع قوله تعالى ((من يعمل سوءاً يجز به)).
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى