التدخين .. طريقك الأضمن إلى المرض والموت
صفحة 1 من اصل 1
التدخين .. طريقك الأضمن إلى المرض والموت
التدخين .. طريقك الأضمن إلى المرض والموت) حكاية امراة مع زوجها المدخن ) |
<table cellSpacing=0 cellPadding=0 width="1%" align=left border=0><tr><td vAlign=top align=middle></TD></TR></TABLE> كل صباح تستولي على زوجي نوبة سعال وتقيؤ تدوم نحو عشر دقائق . وفي بعض الأيام يستيقظ من نومه وهو يكاد يختنق . وأحياناً أخرى تبقى حاله على ما يرام إلى أن يقف على رجليه ، ثم ينحني إلى الأمام ويتقيأ . وبعد فترة تتراوح بين 15 و20 دقيقة يصبح في إمكانه إنهاء واحدة من دون أن يلهث ، والسير عبر الغرفة من دون الانثناء إلى الأمام لشدة الألم ،. وبعد ذلك يرتدي ملابسه ويتناول فنجاناً من القهوة . ويشعل سيجارته الأولى . وخلال الساعات الست عشرة التالية يدخن زوجي علبتي سجائر . ولا يستمتع إلا ببضعة أنفاس يستنشقها منها . وهو يتخلى عن التدخين 40 مرة على الأقل خلال تلك الساعات المعدودة . وفي الأعوام الستة عشر التي دخن فيها – وهي نصف حياته – أقلع جواد عن التدخين فترات تمتد بضعة أسابيع أو أشهر . لكنه في فترات الإقلاع هذه كاد أن يحصر نشاطه في البحث عن مناسبة تسوغ تدخين سيجارة . من الخطأ اعتبار هذه المشكلة مجرد اضطراب عصبي ينفرد به رجل ما . فليس زوجي سوى واحد من أشخاص كثر أعرفهم ولا تدور حياتهم حول أعمالهم أو أصدقائهم أو أسرهم أو عشاقهم أو سياستهم ، بل حول تعلقهم بالتدخين إلى حد يبدو من المتعذر عليهم الخلاص منه . ومشكلة زوجي الكبرى هي أن النيكوتين الذي يعتبر أحد أسرع السموم وأشدها فتكاً ، ويستخدم تجارياً كمبيد للحشرات ، يسبب الإدمان فيزيولوجياً فالجسد ، لا النفس ، هو الذي يزعق توقاً حين يحاول المدخنون التوقف . ويقول الدكتور مايكل راسل ، من معهد الطب النفساني في لندن ، أن النيكوتين يصل إلى الدماغ بعد بضع دقائق من النفثة الأولى ، إلا أنه ينتشر في أعضاء الجسم الأخرى ويتبدد خلال فترة تراوح بين 20 و30 دقيقة – وهي بالضبط الفترة الزمنية التي تفصل بين السيجارة والأخرى بالنسبة إلى معظم المدخنين المفرطين – فيشعر المرء بحاجة ملحة إلى سيجارة أخرى . وتكاد هذه الصفة الادمانية الشديدة تكون غير منظورة نتيجة للإمدادات الوافرة من التبغ ولتسامحنا الاجتماعي إزاء كل من التدخين والأعراض المرافقة للانقطاع عنه . ترى كم يبلغ عدد الذين يعرفون الحقائق الآتية : - وجد مدمنو المخدرات والكحول السابقون أن الإقلاع عن التدخين أصعب من التخلي عن الهيرويين والخمر . - تشير احدى التقديرات إلى أن قرابة 10 و15 في المئة فقط من الذين تعاطوا الهيرويين في يوم من الأيام ما زالوا يدمنونه ، في حين أن 66 في المئة من الذين دخنوا السجائر في وقت ما يدخنون الآن يومياً . - في وسع معظم الذين يستخدمون الكحول أو « البربيتوريت « ( أحد مشتقات حامض البربيتوريك ويستخدم كمسكن أو منوم ) أن يتحملوا فترات تخلو من المخدرات ، بينما لا تتعدى نسبة الذين يكتفون بالتدخين من حين إلى آخر نصف واحد في المئة بين جميع المدخنين . مقياس الرفاهية : رغم هذه الأعراض التقليدية للإدمان ، لا يصنف التبغ كعقار أو كغذاء . فالقانون يفرض اشارة على علب السجائر تنبه إلى أضرار التدخين . إلا أن لفافات التبغ لا تخضع للفحص الحكومي . ويقدر إن هناك 500 مادة تضاف إلى السجائر بينها المؤكسدات التي تجعلها تحترق على نحو أفضل ( والسجائر هي السبب الرئيسي للحرائق المنزلية المميتة ) ومواد الحفظ الكيميائية والمواد المقوية للنكهة تعويضاً للطعم المخفف في الأصناف الجديدة المتميزة بنسبة متدنية من القار ( القطران ) . إلا أن الأنظمة والقوانين لا تفرض حتى الكشف على هذه المواد المضافة ومعاينتها للتحقق من عدم وجود تأثيرات محدثة للسرطان مثلا . ويمكننا أن نفهم مدى الصعوبة التي يواجهها مدمنو التبغ في نبذ عادة التدخين . فالسجائر باتت تمثل الحياة الطيبة المرفهة . وخلال الستينات بدأ الناس يقللون من التدخين . لا سيما بعد صدور الدراسات التي تربط التدخين بالمرض والموت . فقد أصدرت نقابة الأطباء الأمريكية تقريراً عن دراسة استمرت 14 سنة ومولتها شركات التبغ الكبرى في البلاد ، ربطت تدخين السجائر بأمراض تمتد من عسر الهضم والزكام إلى السرطان إضافة إلى ذلك ، لفتت الدراسة إلى أن عددا متزايدا من غير المدخنين أثارتهم تقديرات مفادها أن شخصاً لا يدخن في غرفة يلوثها الدخان قد يستنشق مقومات الدخان السام بالنسبة نفسها التي يتنشقها المدخنون – أو حتى بأعلى منها . وقرر هؤلاء أن التدخين طريق حتمي إلى الموت لايمكن التغاضي عنه. والمطلوب حالياً تأمين دعم قوي للمدخنين الذين يرغبون في التوقف عن التدخين ، وتشجيع الآخرين على عدم البدء بممارسته . ويعني هذا ، قبل أي أمر آخر ، إدراك الجمهور مدى خطورة إدمان السجائر. إلا أن التدخين يمسي أشبه بالاستعباد منه بالإرادة الحرة عندما يجد الباحثون أن أكثر من تسعة مدخنين بين كل عشرة يرغبون في الإقلاع عنه ، وأن عدداً عظيماً حاول ذلك فأخفق ، وأن الأساليب الحالية في التوقف عن التدخين سجلت نسبة نجاح متدنية إلى حد رهيب . كيفما ألتفت هذه الأيام أرى المدخنين وهم في تزايد مستمر ، والفتيان صغار السن ، وكذلك الفتيات ، أصبحن أكثر إقبالا على التدخين في ظل غياب التوجيه الصحي المناسب في المدارس وإتباع سياسات تربوية خاطئة لا تراعي تأثير التدخين على حياة وصحة الأبناء أثناء البحث عن متعة التدخين داخل البيت من قبل الأب أو الأم وأمام الأبناء . الكارثة أن الإعلانات عن مخاطر التدخين ومن قبل الجهات المعنية _ برغم قناعتي أن الجميع معني _ باتت نادرة ، أو موسمية ، وجحافل المدخنين الجدد تعم الأرجاء وتغمر فضاءنا بالدخان .[/size] |
chamss- مشرف
- عدد المساهمات : 365
تاريخ التسجيل : 21/01/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى